تسلّم راعي ارشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، مسؤولية الاشراف على اعمال رابطة كاريتاس لبنان من سلفه راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران انطوان بو نجم، في حضور الأمين العام لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان الاب كلود ندرة ورئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود.

بعد صلاة الافتتاح، تلا الاب ندرة بنود القانون الاساسي والداخلي للرابطة الذي يحدد مسؤوليات المطران المشرف، ثم تلا رسالة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، جاء فيها: "البركة الرسولية تشمل الاب ميشال عبود.. عملا بنظام مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، وعملا بالقانون الاساسي لرابطة كاريتاس لبنان، وبعد استشارة مجلس رئاسة المجلس، قد عينا ونعين المطران بولس عبد الساتر، مطرانا مشرفا من قبل المجلس على رابطة كاريتاس لبنان، وذلك وقف الصلاحيات التي توليه إياها القوانين المرعية الاجراء. فنرغب اليكم التعاون معه تعاونا يشهد لعظمة خدمة المحبة للأكثر فقراً وحاجة ومن اجل خير رسالة الكنيسة الاجتماعية ونمو الرابطة".

وأعرب المطران بو نجم عن امتنانه العميق "للتجربة الغنية التي اختبرتها خلال فترة إشرافي على كاريتاس لبنان"، معتبرا أن "هذه المرحلة كانت فرصة لخدمة المحتاجين وتعزيز رسالة المحبة والتضامن"، وقال: "بعد تسلمي مهام الاسقفية، وجدت نفسي أمام مسؤوليات كبيرة في الابرشية، اضافة الى مسؤولية الإشراف على رابطة كاريتاس لبنان وكشافة لبنان والتعليم المسيحي. فمع مرور الوقت، أدركت أن المتابعة المطلوبة تفوق قدرتي على التفرغ الكامل، خصوصا أن مسؤولية الإشراف على اعمال الرابطة تتطلب متابعة وحضورا دائما".

واضاف: "لقد عاينت كيف شهدت كاريتاس تطورات إيجابية خلال هذه الفترة، منها التعاون مع شركات تدقيق عالمية محترفة لضمان الشفافية، وتنفيذ برامج كبيرة، كما بدأنا العمل على إعادة الهيكلة القانونية، أغادر كاريتاس وأنا ممتن لكل من تعاون معي، وواثق بأن العمل سيستمر بجهود الجميع. أسأل الله أن يوفقكم في خدمة الفقراء والمحتاجين في لبنان. لقد أحببت العمل مع كاريتاس ووجدت فيها أشخاصا رائعين يتفانون في خدمة المحتاجين".

من جهته، عبر المطران عبد الساتر عن شكره للمطران بو نجم على "الجهود التي بذلها خلال فترة إشرافه"، مؤكدا عزمه "مواصلة دعم عمل كاريتاس لبنان في رسالتها الإنسانية"، وقال: " أود أولا أن أشكر الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على ايلائي مهمة الا وهي الاشراف على رابطة كاريتاس لبنان، كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى المطران انطوان بونجم على خدمته المخلصة خلال السنتين الماضيتين وعلى تعبه وأمانته في الكنيسة. من الجميل أن يدرك الإنسان أحيانا أنه لا يستطيع أن يحمل كل شيء وحده، فذلك دليل على حكمته وتواضعه ونضجه".

ورأى أن "التعاون والعمل المشترك بيننا هو مفتاح النجاح، وأنا على يقين بأننا نستطيع أن نعمل معا بروح الفريق الواحد، وكما تعلمون، أمضيت أكثر من عشرين عاما في مجال الإدارة والمالية، وأصبح بيني وبين الأرقام إلفة ومعرفة عميقة أدرك إيجابياتها كما أدرك تحدياتها. ومع ذلك، ليس من السهل مهما كان الإنسان محبا للآخر أن يتمكن دائما من تلبية حاجات الجميع، ولكن رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهونها في سعيكم الدؤوب للبقاء قريبين من المحتاجين، فإن عملكم يحمل في طياته بركة كبيرة ورسالة سامية، فأنتم تكافحون يوميا لإبراز علامات حضور الروح في كل فرد منكم وهذا جهد يقدر ويثمن".

وفي الختام، شكر الأب عبود المطران بو نجم على "جهوده في خدمة كاريتاس"، ورحب بالمطران عبد الساتر، متمنيا له "التوفيق في هذه المسؤولية"، مؤكدا أن "كاريتاس ستبقى حاملة رسالة الإيمان والخدمة من أجل الإنسان في لبنان"، وقال: "نتوجه اليك المطران انطوان بو نجم، باسم أعضاء مجلس الإدارة، بالشكر على مرافقتك لنا ودعمك الدائم. لقد التزمنا معا بروح المسؤولية على المستويات المهنية والكنسية والإنسانية، وهذا شرف لنا جميعا، ونصل اليوم إلى آخر سنة لنا كمجلس إدارة مع استمرارنا في عملنا الدؤوب والتقويم الدائم للعمل الاداري، ونريد لهذا العام أن يكون عاما تقويميا شاملا، نضع فيه أمامنا جميع الأمور التي بدأناها لنعمل على تثبيتها، ونقيّم الأمور التي لم نتمكن من تحقيقها بسبب الأزمات المتراكمة. علينا أن نراجع كل ما أطلقناه ولم نتمكن من استكماله، وننظر إليه بعين المسؤولية، ليس كأفراد، بل كمؤسسة قائمة بحدّ ذاتها، مؤسسة تعمل بروح رسالتها، ليس بناءً على شخص الرئيس أو المدير أو أعضاء مجلس الإدارة فقط، بل وفق مبادئها الروحية والإنسانية، فلقد واجهنا أزمات كبرى، من انفجار بيروت وكورونا إلى الأزمة الاقتصادية وأزمة الجنوب، الى ما نحن عليه الآن من تحديات جديدة أمام تحديات جديدة علينا أن نكون مستعدين لها، كما استعددنا مسبقًا للأزمات السابقة".

وفي الختام اخذت صورة تذكارية وتمنى الجميع للمطران عبد الساتر التوفيق في رسالته.